وداع الأحبة

كم أكره وداع الأحبة عبر المدى
كم أكره لحظات الفراق وأوقات السفر
*****
ودعتكم بيدي ولكن قلبي أبى
فطالت من بعدكم ساعات السهر
*****
أصبحت من بعدكم أخوض الردى
كالوحيد إذا مشى تحت زخات المطر
*****
بنار الشوق والهجر قلبي انكوى
كالصخور تتهاوى من أعلى المنحدر
*****
صفاء المحبة كقطرات الندى
تتساقط من الأوراق بعد غياب القمر
*****
كم أشتاق إلى ذاك الملتقى
أشتاق إلى مملكتي بين البشر
*****
صار ليلي بدونكم سرمدا
ذقت كل ألوان الهموم والضجر
*****
عينك إذا همست حول الحمى
تتراقص الأقمار كالأغصان في نهر
*****
وجهك إذا أقبل بنوره باسمًا
كإقبال تمام البدر ساعة الفجر
*****
أتذكرين يوماً فيه أعلنا الهوى؟
أتذكرين يوم التجأنا إلى البحر؟
*****
سوى غرامكم قلبي ما حوى
تجرون في دمي كالماء إذا انهمر
*****
عودوا إلينا وأعيدو معكم الذكرى
نتداول الساعات وأياماً خبأها القدر
*****
أشتاق إلى من قلبي به ارتوى
أتوق إلى لقيا حبيبٍ قد هجر
*****
كمن يعد رمال الصحاري والحجر
كمن يعد كل قطرة من المطر..

ملهمة أحاسيسي

قلبي هاب .. وعقلي ذاب جنوناً بها
ملهمة أحاسيسي لا أملّ من ذكرها
***
قمر تجلى في السماء بحبها
والشمس تشرق كي تُقَبّلَ خدها
***
والريح تمشي وتحرس دربها
والنهر يأتي كي تغـسـل وجههـا
***
والروح تضحك كي يشعشع يومها
والقلب يبكي يوم يبدأ حزنها
***
نجم السما يدعو ويرجو ربها
أن يَنْزِلَ إلى الأرض ويجلس قربها
***
والغيم يمطر كي يعطّر وجهها
والعطر يأبى أن يكون لغيرها
***
اذا قامت تفوح منها ريحها
ونام الحمام إن هي غرد صوتها
***
عيناها الفاتنتان كأنها
أعطت السماء منهما لونها
***
تحب الخير وله تحني رأسها
فهذا جمالها وهذا سـرهــــــــــــا
***
والرياح تتغنى وتتلاعب حولها
أخذت تتمايل بين خصال شعرها
***
يتجلى الدفء في لمسة يدها
وتتجلى البراءة في ملامح وجهها
***
اتسمت بالجمال في طفولتها
وأذهلت العقول في كِبَرها
***
أحبها صدقاً بكل أوصافها
في هدوئها .. في حقيقة غرورها
***
غدت ملكة الحسن في دهرها
وغدت محرّكة الأحاسيس بحسنها
***
ربما عرفتم حبيبتي من وصفها
ربما أخذتم ترددون بنشوة اسمها
***
هذه أميرتي ولن أرضى بحب غيرها
فلها أخذ قلمي ينزف ليكتب وصفها

الحب الشامخ

تجلت محبوبتي وسط الحضور
فأقبل النور علينا من كل باب
*****
كم أحببته صدقاً ذلك النور
وكم أحببت إقبالها وبهاءها الخلاب
*****
تذكرت أياماً قلبي لها يثور
وأحلاماً التقينا بها بلا مهاب
*****
بين عيني وعينها امتدت جسور
كتبنا قصة حبٍ يقتدي بها الأحباب
*****
والأشواق دوماً تأتي وتزور
نلتقي بلهفةٍ في السماء بين السحاب
*****
اسمها "......" بأسمى معاني الغرور
عزف لجمال اسمها صوت الرباب
*****
التقت لجمال وجهها كل البحور
وارتدت من لباس الحسن كلَّ الأثواب
*****
قالوا عني في حبها مسحور
رأيت السحر في عينيها يأخذ الألباب
*****
يطير من حولها مغرداً ذاك العصفور
فقد سلبت إحساسه بالنظر والإعجاب
*****
هاجرت إلى حبنا كل الطيور
ورددت أسماءنا وهي تطير في أسراب
*****
عشت معها أيامي بالفرح والسرور
أتلهف لرؤية طيفها شوقاً إذا غاب
*****
لم يكن حبنا يوماً مجرد قصة عبور
ولم يكن لحظةً مجرد خيالٍ أو سراب
*****
لم يفصل بين تواصلنا أي سور
لم يمت حبنا لوهلةٍ عند الغياب
*****
ظل حبنا شامخاً عبر السنين والشهور
يقتدي به مثلاً للعشق كلُّ الأحباب
*****
إلهي .. يا فالق الإصباح والنور
اجمعنا دوماً على المحبة بكل الأسباب

هذه محبوبتي

محبوبتي عذبة أطباعها
نادرٌ جمالها بين النساء
******
هي نهر يفيض منبعاً
لا يفيض بَرَداً ولا ماء
******
إنما يفيض حسناً متألقاً
يجري فيه ليلامس السماء
******
عجز لساني عن الوصف يائساً
تارةً ملكةً وتارةً عذراء
******
إذا هو نظر إلى وجهها
ثم نظر إلى البدرِ من البدرِ ساء
******
عذبة الصوت في ألحانها
لاتمل أبداً من ذاك الغناء
******
هي صعبة المنال في حبها
وهل صار الحب حباً إلا بعد العناء؟
******
تتلاعب بالغرور أمواجُها
وحُق لها أن تغترّ كيفما تشاء
******
يتألق بين الأزهار اسمها
ويسقي بعذوبته نهراً وسط صحراء
******
إذا ابتسمت أشرق في محيّاها
الأملُ ، وليتَ الأملَ كان ضياء
******
يغار البدر من خدودها
مسكينٌ .. حسب أنه سيّد الأمراء
******
رسَمَت صدقاً بعذب حروفها
معانيَ الحسنِ من الألف إلى الياء
******
تلك العين مبهرةٌ في سحرها
عجز عن وصفها أميرُ الشعراء
******
إذا أراد الشاعر وصف رسمها
نسيَ قواعد الشعر والأُدباء
******
هل عَرَفتم حبيبتي من وصفها؟
هل علمتم من هي تلك الحسناء؟
******
هل رأيتم جمالاً قبلها؟
هل رأيتم وجهاً بهذا الصفاء؟
******
سبحان الخالق من صوّرها
أعطاها من الحسن ما يشاء
******
كريمٌ .. يرزق الطير في أعشاشها
تغدو صباحاً وتعود عند المساء