مجرد إنسان

أخطأت في حقك أميرتي..
نعم أعترف بظلمي حبيبتي..
أطلت في تقصيري وحيرتي..
حتى غدت الملامة أنيستي..

أعلم أنه يصعب عليك النسيان..
وأعلم أنه لا طريق للغفران..
لكن يا عشقي عبر الزمان..
تعلمين أي مجرد إنسان..

حبيبتي تكالبت عليّ الظروف..
أحس بوحدة في الليل الشغوف..
ليس لي سوى دموعي وتلك الحروف..
ليس لي سوى الآهات وطعنات السيوف..

حبيبتي حياتي أصبحت ذابلة..
وأغصاني راحت مائلة..
وقطرات الحنان من قلبي سائلة..

لا أهتم بكوني تعيساً..
ولا أرغب أن أترك الليل أنيساً..
ولكن فاضت عبراتي أحساسيساً..

فقد اعتدت حبيبتي على تلك الهموم..
اعتدت عن الفرح أن أصوم..
اعتدت على الوحدة وهي حولي تحوم..

مللت لوم نفسي..
مللت من كثرة همسي..
مللت من غلطات أمسي..
مللت من غروب شمسي..

تلك المشاعر الصميمة..
لم يصبح لها أي قيمة..
وتلك الكلمات الحميمة..
ذات المعاني العظيمة..
تبخرت مع الذكريات الأليمة..

حياتي أصبحت حائرة..
بين أخطاء .. وفراق..
وأيامي أصبحت عامرة..
بين جفاء.. واحتراق..

هل آن لتلك الشموع أن تنطفئ؟
هل آن لتلك المشاعر أن تختفي؟
حبيبتي، على قتيلٍ لا تتأسفي
ومن ذاك الحب اكتفي..

فقد أحببتِ إنسان..
من صفاته الخطأ والنسيان..
يسمع عن ما يُسمى بالأمان..
لكن لم يراه في العيان..
في جوفه متقلّب ذاك الجنان..
ليس مثلك يا كريمة الحسان..

فأنتِ ملاكٌ فتّان .. أحبت مجرد إنسان..

أجمل أيامي

حبكـ يجري في شرايني
والإخلاص ملء الوفا فيها..
***
صوتكـ الدافي كل عناويني
والطيور تشدو أحلى أغانيها..
***
هي أجمل أيامي وسنيني
طموحي ومن الآمال معاليها..
***
غارت من خدودها كل البساتينِ
والأزهار جعلتها أوْلى أمانيها..
***
بالحنان ، بالعطف والحب واللينِ
ملِكةُ الأرضِ ، وأحلى من مشى فيها..
***
قلبي! يا من أثرتِ الهوى فيني..
وجعلتِ لحياتي أسمى معانيها..
***
أحبكـِ من الهادي إلى الصــينِ
أحبكـِ فوق السما وعاليــــــها..
***
أحبكـِ بكل حرفٍ من الســــينِ
إلى التاء، وروداً سوف أهديها..

منتهى الآمال

كيف أصف حبّي باللسان..
كيف أحكي عن ذاك الدلال..

***

كيف أظهر مافي الجنان..
وأكتب عن طيب الخصال..

***

هي أميرة هذا الزمان..
هي مليكة كل الأجيال..

***

بين أهدابها كل الحنان..
والعيون تحمل سر الجمال..

***

تنحني لوجنتيها كل الأغصان..
وتتبع مقلتيها كل الظلال..

***

حبيبتي لأجل أخلاقها الحسان..
خجل البدر وصار هلال..

***

تموت أوراقي عند الهجران..
وتحيا أغصاني مع الوصال..

***

أثرى حسنها جبين الأكوان..
نورٌ تجلى ماله من زوال..

***

حبيبتي هي معنى الأمان..
حبيبتي هي منتهى الآمال..

***

حب بلغ ذروة الاطمئنان..
حب لامس حدود الكمال..

***

أحبها فوق عقل الإنسان..
أحبها عدد حبات الرمال..

عبر الزمان

بين أهداب تلك العيون

وتحت ذاك الجفن المصون

أسرار الجمال المكنون

وتاج الحسن عند السكون
***

كل العبارات لها تخضع

لها العبرات حين تدمع

وبريق الحنان في ناظرها يلمع
***

عاهدتك على العشق عبر الزمان

حتى لو افترقنا في المكان

عاهدتك على حبي والاطمئنان

وحياتك تحت ظل الأمان

عاهدت نفسي يا خافق الجنان

على سعادتك في كل الأزمان
***

سوف نكون بأفضل حال..

اطمئني يا بسمة الآمال..

سنكون معاً في الأجل والمآل..

وشروقنا شامخٌ ليس له زوال..
***

وعدٌ على نفسي قطعته..

وشأنٌ في قلبي رفعته..

لحبٍ بالإخلاص عهدته..
***

أنتِ عشقي نحو الأبد..

لن يشاركك في قلبي أحد..

لأجلك كل التعب والكبد..

لتحيا مملكة غرامنا في رغد..

ليس الحب بالكلمات من عدد..

وإنما شعور عبر الزمان إذا صمد..

يقف قوياً في وجه الملامة والحسد..
***

ربما جمعتنا صدفة اللقاء..

هذا هو قدرنا أيتها الحسناء..

حتى لو لم تجمعنا تلك الصدفة..

فأعلم أن قلبي سوف يختارك بين كل النساء..
***

كوني بخيرٍ قُدُماً

وثقي بحبّي دوماً

ولا تحتاري في ذلك يوماً

أشتاق إليكم..

ليتني أجد مكاناً يريح بالي وأمري

أتحدث به حراً وبالسر أبوح

***

أستنشق رحيق الأزهار وأنسى كدري

وأنسى هما كالجبل له سفوح

***

أَأْنس لذكر الرحمن في سري وجهري

وأحس بحنان أمي والوجه السموح

***

أتذكر مكة الخير تركتها بسفري

أناسٌ بالهمة شيدوا المجد والصروح

***

على نبينا أٌنزل الوحي ليلة القدرِ

ومن ترابها انطلقت الأمجاد والفتوح

***

حرمٌ آمنٌ من حوله جبال النورِ

ونسيمٌ عليلٌ بالحب يغدو ويروح

***

شِعابٌ وأحياءُ كريمةٌ وغار ثورِ

في كل شبر حكاية فرحٍ أو مزوح

***

وأحبةٌ أخلصوا في صغري وكبري

وضعوا للصداقة معنى القلب المفتوح

***

يا مسافراً إلى أم القرى اقتلع جذوري

وخذني إلى أيام الصبا وصفاء الروح

***

اعذروني فإن لهم معزّةً في وصدري

راية الوفاء والإخلاص ترفرف وتلوح

مملكة الأحلام

أيتها الأميرة ..

جئت أشكو إليكِ حالتي

أيتها الجديرة ..

بتاج الحسن في غايتي

قصتي مثيرة ..

فهلاّ استمعتي إلى روايتي

قصتي أني أحببت

وبنار العشق تمردت

لأحاسيسي ولهفتي أعلنت

ولكلماتِ الهوى سطّرت

في قصتي حاكم جائر

ترك كل من خلفه حائر

لم يكن أبداً منصفا

كان في حق شعبه مجحفا

أحياناً أحسه رقيقاً حالم

وكثيراً أعرفه عدواً ظالم

يقول العاشقون: لا حب بدونه

سارق النوم .. لانوم في جفونه

عفيفٌ في سكونه

طاغٍ في مجونه

ألمح سؤالاً في خاطرك البديع

من الذي يظلم شعباً مطيع

من الذي يبغضه الجميع؟

إنه فضاء الشوق الوسيع

ولعلك حقاً تتسائلين

من هو ذاك الشعب المستكين

إنها جوارحي .. وقلبي الحزين

إنها قطرات دمي .. وكل العاشقين

أيتها الأميرة ..

قررت أن أتمرّد

من حكم الشوق أتجرّد

أطير مغرداً بحريتي

وأُغنّي عشقاً لحوريّتي

قررت أن أُحرر مملكة الأحلام

من حكم الشوق والظلام

قررت أن أفتح قصور الغرام

قررت أن أقترب منكِ أميرة الوئام

لن أبُالي لعباراتِ الظلم والملام

نعم .. أحببتك!

في سري عشقتك

في علني هويتك

بأحاسيسي صدقتك

في ممكلتنا .. قصرٌ عظيم

في فضائنا .. ناظرٌ يهيم

في نبضاتنا .. خافقٌ مقيم

في عروقنا .. حبٌ حليم

سطع نورنا في جبين الأكوان

امتزجت مشاعرنا في نهر الحنان

وفاح عبيرنا في كل الأركان

وغدت مملكتنا تتباهى بالأمان

شامخة قوية عبر العصور والأزمان

هذه قصتي أيتها الأميرة

هذه روايتي أيتها الجديرة

فيها أسمى معاني الغيرة

نجومٌ في السماء منيرة

ترسم لوحةً فنيةً قديرة

وتكتب عبارةً منحوتةً مثيرة

"أحبكِ .. فلا تحتاري أيتها الأميرة"

أحبكم .. للأبد!

الخوف والأمان
المكان والزمان
الشوق والحرمان
ذروة الاطمئنان
وخفقان الجنان

هذا هو الحب
روعته في القليل
كالمعتاد هو بخيل
ولكن به معنًى جليل
ينساب فيه جوهرٌ أصيل

ملهمتي .. لا تحزني
وإلى الهم لا تركني
ولأحاسيسك أعلني

أعلم أنكم تتساءلون
ما الذي أقول؟!
وما الذي في بالي يجول؟!
فأرد عليكم وأقول
يا سيدة الكمال والأصول
لن ينال من حبنا الذبول
وسوف نرسم في العالم الذهول
فحبنا سيدتي أكبر من تلك العقول

تأتين إلى عقلي كل يوم
ليس عقلي فقط
بل تتجولين داخل  جسدي
تنسابين في قطرات دمي
تنعشين نبضي ومشاعري

أعلم تماماً أنه ليس هذيان
أعلم أنه عشق إنسان
صدق بالجوارح ونطق باللسان
لمحبوبته.. بأخلاقها الحِسان
لمعشوقته.. لدفء الأمان

إن باعدت بيننا الظروف
وشقت علينا السيوف
لا تقلقي..
سوف يظل حبنا قوياً..
كما كان بـالإخلاص ثرياً..
سوف يظل نهراً جرياً..

تذكري يا ودادي
وثقي يا فؤادي
أحبك دوماً..
ولن أنساكِ يوماً..